ببساطة .
—————————————————–
1 – الكتابة البسيطة هي ما أعتبره أكثر .
الإنسان الذي أدهش السماء وهزّها , معجزة الله فيه كانت أنّه خُلق من شيء بسيط وتافه وغير متوقّع , لو أن الله خلق آدم من ضوء نجمة , أو مما يتناثر من جناح ملاك , أو من جواهر وأحجار ملوّنة من الجنّة , ما كنّا ولا كانت الشياطين .
لذلك أنا أحاول أن أكتب لكِ دوماً بموادي البسيطة التافهة والخام , بعرقي وطين الله حيث – حقاً – يطلع لك الإنسان فيّ .
بكل بساطة .. ” أنا أحبّك ” ..
هذا عرقي وتعبي , والآدميّة التي ما عرفتها إلا معك ..
———————–
2 – الانتباه إلى أنّي بدونكِ خفيف , ثقيل عليّ .
———————-
3 – بكاؤكِ يعني أن تقف كل الطّيور في السّماء مرّة واحدة , ثمّ تسقط على الأرض دفعة واحدة .
———————
4 – أنا ضائع , وهذا يعني ببساطة شديدة أنّني بلا حُضنٍ هذه الأيّام .
يعني أنّ خدّي لا يجد صدر ..
أنّ خدّي لا يجد صدر ; يعني أنّ أحلامي بلا مرفأ ..
هذا يعني أنّ البحّار الذي كان يقف أعلى الصّارية سقط من أعلى الصّارية ! ..
أنّ الطيّور التي كانت تحلّق فوق أوّل بقعة يابسة اختفت من فوق اليابسة ! ..
هذا يعني أن اليابسة نفسها اختفت ! , إذن أيّامي القادمة ليست لطيفة ..
هذا يعني أنّكِ البّحار , والصّارية , والطير , والأرض التي كان سيرسو عليها همّي .
واختفاؤكم جميعاً دفعة واحدة مقلقٌ بالنسبة إليّ , لأنّ هذا يعني أنّني قد أغرق .
حسناً .. بكل بساطة .
أنا أحبّكِ والله .
ولا أعرف لماذا أنا مُحتاجٌ للحلفان , لا أعرف لماذا أشهِد ربّنا على غرامي فيك .
الأمر بسيط ..
الله يحبني لأني أحبك , وأنا أحبك لأن الله يحبك ..
كلانا يحبك , لماذا أقسم لكِ على ذلك وأستدعي الله ليشهد معي .
أنا وهو , أنا وربنا , الصغير والكبير , ..
نحبك ..
إضحكي أرجوك , ضحكاتك تطلق الطير من صدري .
———————-
5 – ” إنتي مش في دمّي ” , أنتِ دمّي .
———————
6 – من بعيد – يبدو لي وجهكِ الأبيض , الناعم ; غيمتي إلى الله .
وأنا أجدّف على سحابة وآتي إليه .
مدّي يدكِ .
قد تبدين لي منديلا أبيضا في يد نبيّ , يهزّه لي فأصلي عليك ..
قد يبدو الأمر معقّدا , ومموّها , ومُراوغا , قد تبدو هذي الكلمات ليست كلمات , ومن يمشي على السطر الأخير ليس أنا , لم أعد بتلك الرشاقة , صرت أفقد اتّزاني أمامكِ .
وهذا يرعبني كثيراً .
قد أبدو أمامكِ وأمام الآخرين غاضباً , ساخطاً , ثائراً , لكنّني والله العظيم منكسِر ومتعبٌ وحزين .
قد يبدو الكلام غير الكلام , قد أقول ولا أقول , أغنّي ولا أغنّي ..
قد تُم تارارا تُم , بم بارارا بم ..
هه ! , هل أبدو لكِ الآن مختلا بعض الشيء , مهووسا بعض الشيء , متهوّراً بعض الشيء .
لكنني في حضورك أتعثّر في كلمتين , وحضن طويل , وفي عباءتك عندما تغادرين المكان .
كثيرةٌ أنتِ عليّ , وجميلة , قبلاتكِ في الهواء وأنتِ تجلسين في المقعد المقابل لي بلّونات عيد ملوّنة , يدكِ وهي تمسك يدي ; الطمأنينة التي يمنحها الله لي , أنّ كل شيء سيبقى على ما يُرام ,
ببساطة أنا أحبّك ..
هذا حقيقي وحياة ربّنا , كما أنّه فريد , كما أنّه لا يُحتَمَل .
لا يُحتمَل , شيء يشبه سقوط ملَك هائل من السماء على عصفور صغير ..
———————-
7 – في هذي العلاقة :
أنتِ الست
.
.
لكن انا برضو عندليب .
———————-
8 – الكلام الذي طار من يدي , حطّ مرة أخرى على يدي .
برغم أنّه بسيط , برغم أنّه خفيف , برغم أنّه يطير ويحط برشاقة متناهية , إلا أنّ ما أطيّره إليكِ يعودُ إليّ ! ..
” أيوا أنا أحبّك ” .
ولا أعرف شيئا يطير ويحط ببراعة مثل هذا .
———————
9 – أشهد الله أنّي سامحتك , وأطلقت الآن من قلبي الطير الذي لكِ في داخلي
——————–
10 – ( ما يمنعني من الكَلام , خوفي ألّا ننام ) .
يحدث كثيراً أن أعود بذاكرتي سنوات إلى الوراء ..
إلى المَكان الذي سقط فيه قلبي على الطّريق , عندما كنت أحاول البحث عنه ..
ثمّ جئتِ أنتِ من ورائي , كنتِ تحملين شيئاً , مددتِ يدكِ إليّ وقلتِ :
مرحبا , هل هذا القلب يخصّك .!
هكذا , بكلّ بساطة نقع في الحبّ .
——————–
11 – تقول :
منذُ فترة ليست بالقصيرة , لم تمشِ على أيّ سطر كما كنت تفعل سابقاً .
لا بخفّة , ولا برشاقة , ولا بنفس السّرعة التي كنت تعبر بها أيّ سطرٍ من أمامي , الغيم الذي كان يعصره الله داخل قلبكَ انتهى .
كنتُ أمدّ راحتيّ تحت وجهك حتّى يحط الريش والماء عليهما , الآن طارت حماماتك , وعيناكَ لم تعد تمدّاني بالمطَر , عُشب يديّ الذي كان يقرأك ماعاد طويلاً ولا أخضرّ منذ أخر حرف تركته على أصابعي .
…… حسناً :
– ( أنا أحبّك ..
ها أنا الآن أخضر وطويل )
———————
12 – أنا أتعامل مع هذا الأمر الصعب جداً ; ببساطة جداً .
لا أنكر أنّي في الماضي كنت أرمي الأحجار في البُحيرة التي بيني وبينك , وأعدّ الدوائر حتّى أحرّك الراكد منّا .
لكنّ الدّوائر بدأت تضيق , والأحجار صارت تنفذ , ثمّ فهمت ..
فهمت جيداً أن ما بيننا أبعد من مرمى حجر , وأعمق من بحيرة , وأكثر اتّساعاً من ألف دائرة .
وأهم من أيّ مناورات …
أنتِ لم تفهمي هذا , ولم تستوعبيه أيضا , وعندما وضعت عصاكِ داخل صدري لتقيسي عُمق البحيرة ; غاصت عصاكِ كثيراً , وأوجعني قلبي كثيراً .
ومع ذلك تعاملتِ معي مثلما يتعامل طفل مع عصفور على شجرة , هززتِ السّاق بعنف شديدٍ وطرتُ .
وكان من الأسهل أن تضعي لي فتات الخُبز على كتفيكِ .
الكلام عنّا على أية حال يوجعني , ويوجع العصفور الذي ما حط على كتفيك , يُبكي السّمك في الماء , والعصفور في السّماء , يوجع أصدقائي , ويوجع خصومي , يوجع حتّى الموتى , يوجع العشّاق وأخشى ان يتراجع بعضهم ..
أنا قُلتُ أني أحبّك , فهززتِ ساقي بعنفٍ شديد .
————————–
13 –
الفنّ البسيط لدرجة التعقيد , الممكن لدرجة الاستحالة , الذي في متناول اليد لدرجة الطّيران من القلب .
هكذا بكل ببساطة ..