ياربّنا , إني أعتذر لكّ عن :
( البُكاء ) .
إنْ جئتُ يوم القيامةِ بَاكياً , فلأنّ أوجَاعِي مَعي .
إن جِئتُ مُنحنياً ومُنكسراً , فلأنّ شجرَ أحزَاني لا زالَ يطرحُ أدمُعي .
إن جئتُ بلا ذِراعي , بلا فمي , بلا لِساني , بلا دَمي .
إن جئتُ بلا يدي ; أنا آسفٌ جداً يا سيّدي ..
أنا لن أموت في هذهِ الليلة , أنا لم أحضّرَ نفسي جيّدا هذا المَساء , أنا لا أرتدي شيئاً غير خطيئتي , وبيني وبينكَ ; ما معي إلا البُكاء .
———————-
أعتذر لك عن ( الكلام ) .
ماذا أقول يا سيّدي ..
ماذا أقول ومنذ البارحة ; بُكاؤنا يهطل علينا , ماذا أقول ; حتّى دعاؤنا يا سيّدي يرجع إلينا .
———————–
عن ( الحياة ) .
إعرض عليّ اقتراحاً واحداً وسأقبله ..
هل أنتحِر ! , وأنهي كل المسألة !, ..
هل أختصرَ المسافَة والزّمن , وأموتُ بملء إرادتي وبرغبتي وبلا ثمَن ! ..
لكنّني أخشى يا سيّدي إن موّتّ نفسي ; لا أموت .
لكنّني أخشى أن تقف الرصاصة بين الزّناد وأضلعي , .. ولا تفوت .
————————-
عن ( الغِناء ) .
يا سيّدي , إبقَ معي ..
إني أغنّي هذه الأحزان بمفردي .
الطّبلُ قلبي , الأوتارُ أوردتي , وإصبعي ..
صوتي بكاء , وفرقتي :
طفلٌ حزين , وتعاستي , وأمّي التي لا تبكي عليّ وأخوتي , وغياهبِ الجبّ في قلبي , ووحدتي , والوجع الذي أكَل من رأسي ” سعادتي وذكرياتي ومُتعتي ” ,
والخيل والليل ,والبيداء التّي …..
————————-
عن ( الحبّ ) .
الحبّ :حُجّة ” الوحيد ” ..
والفرقى : قدر
لا بدّ أنّي لا أجيد , سوى الكلام عن المطَر ..
————————–
عن ( البقاء ) .
و” هزّ إليكَ بجذع ” الرحيل , لأسقط جنيّاً مثل الرّطب
وأمهلني ” الليل نصفاً إلا قليل ” , لأكتب لك بيتاً من عتَب .
————————————