يحدث أن تكتشف أنّك طوال حياتك كُنت غزالاً ساذجاً في مرج .
في آخر المطاف ; أيضا تعترف – بشكل دقيق – أنّك توقّعت تلقّي رصاصة , لكنّك لم تتوقع من أيّ جهة ستخترقُ جسدك .
وتكتشف أيضاً أنّ كل من كان يعدك برحلة قنصٍ مثيرة , وأغراك بالنّزول إلى الفراغ الكبير , وجّه صوبك بندقيّة .
محزن جداً أنّ تقف أمام قاتليك , وتمسك لهم قلبك بيدك , وتقول لهم أنا أتوسّل إليكم أن تعيدوه إليّ , وكأّنك إلى الآن لم تستوعب المسألة ..
وكأنّهم أيضا لم يفهموا الصلاة الطويلة التي أديتها تحت أقدامهم حتّى يرحموك , لكنّهم مدوّا بنادقهم وأطلقوا اللعنات الطّائشة عليك ..
قُلت لكِ يا سيّدة ..
بعدما ماتت ذكريات , وأنا الآن مُصابٌ في غَدي , أنا كنتُ غزالاً ساذجاً في مرج .
بعدما ضيّعتُ كلّ شيء ; وبينما أنتِ تقولين لي سأعطيك الآن كلّ شيء ! لا تزال لعناتهم تثقبُ جبيني .
عندما كنت مراهقاً أتسكّع مع أصدقائي في السّكك الملأى بحلوى القُطن وبالسيدات , كنت أخبّيء قلبي في كمّي اليمين , وأركض مثل غزال طيّب في مرج فسيح .
أنا الآن لا أقوى على القفز ولا أستطيع حتّى الغرام , وكلّ ما تذكّرت صوت طلقة , تجفل غزلاني الصغيرة من يدي .
وانتِ تقولين لي :
إني برغم كل هذي الدّماء التي سالت عليّ أعشقك !