Month: نوفمبر 2008
أتحدى لو واحد يوم انضرب بالأفا .
مرّة أخرى , مرّة ثانية , وليست أخيرة ..
يضرب ” مدحت صالح ” على وتر القلب , والشارع , والحياة بنت الستّا وستين كلب .. ويضربني أنا , .. وأنتم هنا .. ” ولا انتم هنا ” :
” ولا فيه دماغ ضربت , ولا حد بيشـْ .. ـتِكي لحظة ” ..
.. و .. ” ماشيا والأشيا معدن ” ..
ماذا يعني أن تنزلق الشمس عبر حنجرتي إلى فوّهة معدتي كلّ صباح , ..
أن تُنهي طوابير طويلة من النّمل مشوارها الطويل تحت جلدي , وأجفاني , وأظافري ..
هل هناك فرق , أدنى فرق أن تشربوا قهوتكم صباحاً مع سكّر
.
.
.
عالٍ , أو .. بضغط منخفض , أو دماغ ملتهب ..
هل يعني لأيّ منكم شيئاً ..
أن أنام ولا أنام , أن أموت ولا أموت , أن أحيا ولا أحيا ..
” بلاش انتم ” .
هل يعني ذلك شيئاً لأيّ عابر على الرّصيف , أو مجاور على إشارات المرور , ..
لامرأة جميلة تطلّ عليّ من شبّاك سيّارتها الفارهة في نفس المكان ونفس الزمان , ..
لمتسوّل يدقّ النافذة , لحمامة تبول على زجاج سيّارتي , لمختلّ يبصق على خدّي الأيسر الساعة السابعة والنّصف كلّ صباح , ..
هل أعني شيئاً لأمّي التي لم تكن أمّي , لأبي الذي لم يكن أبي , ..
لجدتي التي ماتت وهيَ عمياء , لجدي الذي مات طويلاً وحزيناً مثل قصيدة رثاء , لأختي التي ماتت باردة وحيدة دون أيّ غطاء ..
هل أعني شيئاً أنا .. أنا .. لله , للملائِكة , للكفَرة والشياطين وعباد الله الصالحين ..
لقطَط البيوت , لكلاب السّكَك , لذاك الغراب على عمود الإنارة أمام بيتنا ..
الذي ينتظر كل يوم أن أموت حتّى ينقر رأسي , ويأكل كبِدي , ويفقأ عيني , ويمضغ قلبي , ويطير بأمعائي بعيداً ..
هل يعني لكم شيئاً أنّ هذا الرّجل , نفس الرّجل , نفس الرّجل الذي عرفتموه سنين طويلة دون أن تعيروه أيّ انتباه , أيّ انتباه ..
الذي يكتب لكم الآن وأنتم لا تعرفون كيف تنطّ الحروف من بين أصابعه كضفادع البِرَك القبيحة..
هل يعني لكم شيئاً ..
لكم , لأيّ أحد , لأيّ أحد ..
لأيّ مارّ , لأيّ عابر , لأيّ أحد .
لا مؤاخزه ..
” دي عيشه ظريفه جداً “
محمي: خمسة
محمي: متّ قليلاً هذا الصّبَاح , متّ بعض الشّيء .
مـاجـد احـمـد عـبـدالله
في العام 1396 هجرية , ووفقا لمصادفة غريبة , كنت في التاسعة من عُمري .! ..
في بيت العائلة الكبير ..
أتذكّر أنني كنت أجلس على الأرض وأنا منحنٍ برأسي ناحية كتاب التاريخ للصف الرابع الابتدائي ..
كنت أحاول بكلّ قواي حلّ مسألة تاريخية حدثت بين الروم والمسلمين بينما كان المذيع وقتها يصرخ في التلفزيون بإسم شخص لا علاقة له بما يحدث على أرض المعركة :
ماجد أحمد عبدالله .. ماجد أحمد عبدالله ! .
كانت الشاشة تصوّر الثلث الأسفل لهذا اللاعب , … ” ساقيه ” .
وقتها , لم يعنِ لي أي شيء لون هذا الأسمراني .
لون الآبنوس , ورائحة المسك , وطعم الشوكولاتا الفاخرة هو ما طرأ على مخيلتي لأول مرة رأيت فيها ساقي هذا المخلوق العجيب ..
العجيب في استطالته , والمذهل في تكوين ساقيه , والمدهش في خطواته ..
ما حدث وقتها , أنني تنصّلت من المشكلة التاريخية التي حدثت قبل أكثر من ألف سنة , ورفعت يدي عن الموضوع , وكتبت اعتذاراً لأرطبون الروم , ولعمرو بن العاص على هامش الكتاب , وأكمل الروم والمسلمين المعركة بدوني ..
ورفعت رأسي لأرى ساقين قوّسهما الربّ خصّيصاً لتركض , وتُطلق الكرة بنفاذية مذهلة ..
ماجد .! ..
حقيقة انا لا أهتمّ بحصر معدّلات التهديف لديه , ولا أهتمّ بوضعه على مقياس البراعة جنبا إلى جنب مع قُصار القامة أساساً , ولا بعقد مقارنة مع من لا يُقارن , ولا بترجيح أفضلية محتكر كل صِيَغ ( أفضل ) , ولا بتعريف الآخرين به في وقت أصبح للنكرات ( ال ) التعريف ..
ولا أهتمّ بأصله , ولا بنسبه , ولا بلونه , ولا لمَ طُرِد , أو لمَ أصيب , أو لمَ فشل في التسجيل …. هذه المرّة .
لم أهتمّ للسؤال:
هل حقّق ماجد بطولات لناديه , أو لوطنه , أو هل سجل اسمه في دفاتر المجد العالمي العظيم .
لم أهتمّ مُذ رأيت تلك الساقين تركض , وحتّى رأيتها تتوقّف أن أسأل نفسي :
هل أسعد ماجد عبدالله الملايين أم خذلهم , هل كان مؤثّراً أم غير مؤثّر , هل كان إيجابيا أم سلبيّاً , هل حقق رقما عالمياً في تاريخ اللعبة أم خرج من الملعب خالي الوفاض ؟!
لم أهتم حينها إلا بشيء واحد :
أن هذا المخلوق صاحب الكاريزما العالية , والهائلة , والمطلقة , والمذهلة , والمرعبة ..
أسعدني أنا شخصياً .. أنا وبس .
إبن التسع سنين .
كنت وقتها وأنا الطفل الذي فرَح وعمره تسع سنوات بعدما بكى كثيراً ..
الوطن الذي انتصر له ماجد , والمجد الذي وصل إليه , والفرَح الذي صنعه بساقيه المقوّستين قبل أن يُطلق منهما سهامه باتجاه الحُزن .
إنّ التورّط في ملاحقة الأرقام , والإنجازات , والسّمعة الجيدة .. بالنسبة لي لم يكن خياراً مطروحاً أمام قضيّة محسومة , لأنّني وقت أن انسحبت من الحرب التي كانت تدور في كتاب التاريخ ..
ودخلت كتاب المنتصرين وراء هذا الأسمر ..
أيقنت ان الإيمان ببطل ……… رددوا معي هذه الجملة :
[ أن الإيمان ببطل , أفضل مئة مرّة من حصر عدد الكومبارس الذين يقفون خلفه في الكواليس ] .
لـولـوه
حُزن , قرف , ضيق , كدر , تعب , بُكا , ملل ..
تلك هي بضاعتي التي أعرضها _ حالياً _ في دُكّان الشّعر ..
أعطوني ( يوم واحد حلو ) يا ” لولوة ” , وأبيعكم الدُّمَى وغَزْلَ البنات ..
لـُـبـنـى
شكراً للإعجاب ,
تلك شئوني الصّغيرة التي لا تستحقّ حتى التفاتة..
ولأنّها _ حكاياتي الصغيرة _ مُرّة و” حادقة ” , أودّ _ إن سمحتِ لي _ أن أرشّ السكّر على حوافّ السطورِ ؟! ..
لماذا يا لبنى السكّر والكلام المرّ , ..
وكأنّ تلك المشاعِر تُهمة , أو حُقنة ” ماكس ” ,
أو حشيشة ندُسّها تحت أضراسنا خِشيةَ أن تقبض علينا شُرطة الكلام ..
عـاشـق جـديـد
ماذا يحدث عندما تعشق المرأة ؟ .
ماذا يحدث لجسدها , ليديها , لشعرها , لعينيها , لأظافر قدميها , لصوتها , لإيماءاتها , لخطواتها ..؟! :
” تصبح أجمل , و ….
.
.
.
أخطر ” .
الله
IT STAGE WHERE EVERY MAN MUST PLAY HIS PART
AND MINE IS THE SAD ONE .!
( أنتونيو في ” تاجر البندقيّة ” يصف العالم أنّه خشبة مسرح وكل رجل يؤدّي دوره فيه , ودوره هو الرجل الحزين )
مـدرّس الـتّـاريــخ .
كثيفاً كهمّ , غريباً مثل نبيّ , رقيقاً كأمّ , مهيباً كقبر عليّ , قريباً كموت , بعيداً كصوت , كثيراً مثل المطَر , قليلاً مثل الفرح , قصيراً مثل الصّبر , طويلا مثل البارحة , سخيفاً كحبّ قديم , تعيساً مثل البارحة , وحيداً كنقطة آخرِ سطر . , كئيبا مثل البارحة , قديما كحبّ سخيف , نحيلاً كخصر , متيناً كحبلٍ حول يديّا , صغيراً كحبّ جديد , ثقيلا كحجرِ على كتفيّا , كبيراً كحبّ بعيد , قويّا كصخرة , ضعيفاً كشجرة , مخيفاً كبحر , وديعاً كإبني الصّغير , عنيداً كإبني الكبير .
من أنا .؟! ..