إلى التي تَجيء ولا تَجيء , إلى التي تُشرِقُ ولا تَفيء , إلى القمر الذي يَسْلك ما تَعرّج من عُروقي , كلّ في فلكٍ يسبحون وأنتِ تسبَحين في دمي وتسبّحين في فمِي , سبحان مجيئكِ ومراحكِ , غضبكِ وسماحكِ , سبحان وجهكِ الذي أعرفهُ ولا يعرفهُ أحد , صوتكِ الذي اسمعهُ ولا يسمعهُ أحد , سبحان ليلكِ وما انتصفْ , سبحان طولكِ وما انعطفْ , سبحان ضحكاتكِ التي تشبهُ خلخالَ صبيّة تصعدُ الدّرج , سبحانَ دعائي لكِ ما صعد منهُ وما عرَج , سبحان شوقي إليكِ ويقيني بمجيئكِ يا نبيّة الله الوحيدة والأولى والأخيرة , سبحان الأرض التي تربو تحت قدميكِ , الشّجر الذي يهتزّ من كفّيكِ , الطير الذي يقف على كتفيكِ , هزّي أخشابهُم لأسقط عليكِ , سبحان سحركِ الذي لا تبطله الآيات , سبحان شِعرا كتبته لأجلك , يصعد ولا ينزل , يشبه ولا يشبه , يقول ولا يقول , سبحان من سوّا يديكِ البيضاء , النحيلة , الناعمة , المترفة , هزّي يا سيّدة , يا سيّدتي , سبحان ابنتي التي اريد ولا تريد , التي احب ولا تحب , التي تميل بخدها على ساق ربّنا وتغنّي لأجل الله قصائدي , سبحان من لا يريد ان تفارقيه وتنزلي , من لا يريد أن تغادريه وتهطلي , سبحان من كوّن الغيم من أنفاس مريم , من رتّب التوت والرمّان في فمّ مريم , سبحان بنتا تشبه أباها ولا نزلت , تشبه كلمات ابيها ولا هطلت , كتبت إليكِ كثيرا انزلي وإلا صعدت وجئت بكِ .