والآن اكتشفت أنّ الحياة من بعدكِ لم تكُن سيئة على أيّة حال .
وأن القفز من حافّة السفينة لم يكن مرعباً , وأنّ البحر بدونكِ لم يكن بتلك البرودة , وأن الظلام كان منام , وأنّ الحيتان الهائلة الحجم التي خفت أن تسبح داخل صدري الصغير ; كانت في منتهى الخفّة .
اكتشفت أن الشتاءَ لا يحتاج إلى معطفكِ ولا إلى حضنكِ ولا إلى كفّيكِ ولا إلى شفتيكِ , وأن الصيف بدونكِ كان مخلوقاً لطيفاً ومهذّباً معي ; قدّم لي الشّماسي والمشروبات المثلّجة .
اكتشفت أنّ الأمر لا يحتاج إلى إثنين لرقص التانجو , وأنّ اليد الواحدة يُمكن أن تصفّق وتميل مع الأغاني .
والآن اكتشفت أن ضحكنا سويّاً كان نُكتة , وان بُكانا سويّاً كان ندم .
وأنّ الحنين إليكِ فخٌّ واسعٌ في قلبك تعلّمت أخيراً أن أقفزه برشاقة متناهية .
وأنّ اكتئابي الذي توقّعت أن يجيء مبكّراً بعد أن تغادري ; لم يطرق القلب عليّ , …
اكتشفت أن الحُزن ” واد مش بطّال ” , و أنّ الوِحدة ” بنت عِشَرِيّة أوي ” .
لكنّي بكيت قليلاً ..
قليلاً ..
وقت أن ألقيت نفسي في حضن ظلي .