مــريـــم .
أتمنّى أن أنجبَ بنتا حتّى أسمّيها مريم .
وكيف يكونُ لديّ كلامُ الله , وقميصي المبتلّ كثيراً منذُ بُكاء , وملامحَ شَبَهَ الصّبر , وملامح شَبَهَ الشّعر , وملامح شَبَهَ الحُزن , وشَبَهَ الفَجر , وشبهَ الإنسان وشَبَهَ الله .
ولا أنجبُ مريم .! ..
——————————————-
مريم يا ذنباً يُقترفُ بحقّي أكثرَ من ألفَيْ عام , كيفَ أموتُ الليلة بينَ يديكِ وأنا لا أبكي مثلَ الأولاد .
كيف أموتُ الليلة , ولا يرشقني رُمحٌ في جنبي , ولا يشطرُني سَوطُ الجلّأد ..
——————————————-
مريم :
يعرفُ أنّي أنتِ ; من يسمعُ وقعَ كلامي .
مريم دَمعي المتدلّي من عينيّ , مريم شِعري المَسكوبُ على أقدامي ..
——————————————-
مريم :
حسناتُكِ يكتُبُها اللهُ في دفترِ أخطائي ..
وذُنوبي كثيرة , وأنا محتاجٌ أن أنجبَ بنتاً لأسمّيَها مريم ..
مريم سجدةُ سهوي , إصبعُ إستغفاري , ماءُ وضوئي , فاتِحة القلب , قرآنُ الفجر , ثلثكِ أنتِ ثلثُ الليل نصفكِ أنتِ إلا قليل ..
——————————————-
[ مَن كان مِن غير خطيئة , فليرمِ الأحجار عليها ] :
الصّمتُ صلاة ,
والنّدمُ دعاء ,
والحبّ خطاياكِ لديهُم , والتّوبة مـَــدّ …
.
.
( أحجارُ مَاريّا كثيرة , هل كنتم من غير خطايا إلى هذا الحدّ ) .؟! ..
——————————————-
ماريّأ :
عينايَ سماء , خدّكِ مرمر , شفتايَ دواء , اقتربي أكثر .
———————————————–
مريم :
اليدُ التي تُمسك قلبي , القدمُ التي تخطو فوق الظلّ , اليدُ التي تمحو ذنبي , القدمُ التي تسبقُهم نحو التلّ .
صلبوني هناك يا مريم , هزّي ; حتّى أسقطَ ثانيةّ من فوق النّخل .
——————————————–
ياربّ الأرباب .! ..
ماذا نفعلُ حين تسيلُ دِماءُ العِنّاب .
————————————
النّخلُ يميل ,
الرّطبُ يحطّ ,
واللهُ يقول الكلمة .
– يا جبريل …..
حُزني ملأ الدّنيا , وأنا لم أنجبُ مريم بعد .
——————————————-