مـدرّس الـتّـاريــخ .

 

كثيفاً كهمّ , غريباً مثل نبيّ , رقيقاً كأمّ , مهيباً كقبر عليّ , قريباً كموت , بعيداً كصوت , كثيراً مثل المطَر , قليلاً مثل الفرح , قصيراً مثل الصّبر , طويلا مثل البارحة , سخيفاً كحبّ قديم , تعيساً مثل البارحة , وحيداً كنقطة آخرِ سطر . , كئيبا مثل البارحة , قديما كحبّ سخيف , نحيلاً كخصر , متيناً كحبلٍ حول يديّا , صغيراً كحبّ جديد , ثقيلا كحجرِ على كتفيّا , كبيراً كحبّ بعيد , قويّا كصخرة , ضعيفاً كشجرة , مخيفاً كبحر , وديعاً كإبني الصّغير , عنيداً كإبني الكبير .

من أنا .؟! ..

خـَـوَنـَـة .

 

مـا كنـتُ أعـرفُ أنني البحرُ ; لولا رأيتكما تزرعـان الملحَ فـي أحداقي .
مـا كنـتُ أعـرفُ أنّ السُـمَّ يـشـربُـني أنـا ; لو لم تمزجاهُ بنكهةِ الدُرّاقِ .

صديقة .

يسرّني جداً ; أن تهزّهم قصائدي .
ويسرّني أيضاً ; أن يأكلوا بعد انتهاء الوليمة كالمتسوّلين على فُتات موائدي .
ما همّني أن يتضرّعوا لله _ بعدَ أن أطعمتهُم _ أنْ يقطعْ اللهُ _ من مفصل ” الحرفينِ ” _ يدي .

******

يسرّني جداً أن يخيفهم موسم الدُرّاق ; أن يجنّ جنونهم إن ثارَ البنفسجُ , واستمرّ تساقط الأوراق .
أواستطالَ الأرْز , أواستدارَ الخُبز , أو ضفّرتُ الكلام الجميل لكِ على ظهر السّطور كسنابل القمحِ في الأحداق .